ظهرت فى الفترة الأخيرة حالة من التوتر فى العلاقة بين الدكتور محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأعضاء الجمعية الوطنية للتغيير، التى أسسها البرادعى وعدد من النشطاء السياسيين، وجرى اعتبار البرادعى رئيسا لها، إلا أنه أعلن أكثر من مرة أنه ليس الرئيس الفعلى لها،
وعلى الجانب الآخر أعلن حمدى قنديل، المتحدث باسم الجمعية أن تحركات الجمعية، لن ترتبط بوجود البرادعى فى مصر أو خارجها، الأمر الذى ظهر بشدة فى الفترة الأخيرة من خلال تحركات البرادعى الفردية وزيارته للفيوم ثم مكتب الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين، ثم لقائه قوى اليسار، فى حين زارت الجمعية الوطنية للتغيير عدداً من الأحزاب، كان البرادعى أعلن من قبل مقاطعته لها، مما أثار العديد من التساؤلات حول دور البرادعى ودور الجمعية فى الحراك السياسى الراهن وتحقيق التغيير.
وعن تأثر الجمعية بانفصال البرادعى عنها قال قنديل: البرادعى لم يكن يوماً رئيساً ولا عضواً بالجمعية، وانفصاله عن الجمعية أراحه، أما بالنسبة للجمعية « لو كان موجوداً بها أهلاً وسهلاً ولو مش موجود برضه أهلاً وسهلاً».
من جانبه قال عبدالرحمن يوسف، مقرر الحملة الشعبية لدعم وترشيح البرادعى، إن السبب الرئيسى وراء الأزمة بين الدكتور محمد البرادعى وأعضاء الجمعية الوطنية للتغيير أن الكثيرين يعتقدون أن البرادعى هو رئيس الجمعية وهو ليس كذلك حقيقة، وأكد يوسف أن من حق الدكتور البرادعى أن يتحرك فى الاتجاه الذى يرغبه ويراه فى مصلحة المشروع الذى يتبناه، ومن حق الجمعية الوطنية أن تتحرك أيضا فى الطريق الذى يراعى مصالحها.
وقالت جميلة إسماعيل، عضو حركة «مصريات مع التغيير»، إن رموز النخبة المثقفة المشاركين فى الجمعية الوطنية للتغيير مطلوب منهم توعية الجماهير بخطورة استمرار الوضع الحالى، وأضافت: «توقعنا أكثر من الدكتور البرادعى وتمنيناه قائداً يلتف حوله الجميع، ولكننا نرى أن دوره كداعية للتغيير وكمبشر لا يقل أهمية، ولا يجب أبداً أن نلعنه أو نقيم الحد عليه إذا جاء أداؤه مختلفاً عما تصورناه، نعم البرادعى وقته وجهده ليس مكرسا بالكامل لمشروع التغيير، ولكننا أيضا كنخبة لم نعط من خلال الجمعية إلا الفتات من جهدنا وعملنا فى الـ١٠٠ يوم الماضية، وهى عمر الجمعية».
وقال صلاح عدلى، القيادى بالجمعية: «إن التناقض بين الجمعية والبرادعى ليس كبيراً، فالاثنان يعملان على خط واحد، وهو قضية التغيير، ولكن هناك فصل شبه تام بين نشاط الجمعية وحملة دعم البرادعى مرشحاً، فالأولى هدفها تحقيق المطالب الـ٧ للجمعية الخاصة بنزاهة الانتخابات وإتاحة حرية الترشح فى انتخابات الرئاسة، أما الثانية فتتفق مع الجمعية فى مطالبها الـ٧، نشاطها مركز على مسألة ترشيح الدكتور البرادعى لرئاسة الجمهورية.
من جانبه قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، خبير النظم السياسية بمركز الأهرام للدراسات، إن لقاء البرادعى بقيادات جماعة الإخوان المسلمين يعتبر رفضاً لفتح حوار مع الأحزاب، باستثناء حزب الجبهة، مما قد يتسبب فى أزمة مع أعضاء الجمعية الوطنية للتغيير، المختلفين فكرياً مع الإخوان.